أهم الأخبارالتعليم العاليجامعات

«الأعلي للجامعات» و «إعداد القادة» يختتمان البرنامج التدريبي لتولى المناصب القيادية العليا

السبت 4 أكتوبر، 2025 | 11:31 ص

في إطار سعي الدولة لبناء جيل جديد من القيادات الجامعية القادرة على مواكبة تحديات العصر، اختتمت فعاليات البرنامج التدريبى للمرشحين لشغل منصب رئيس جامعة بكل من العريش، الغردقة، كفر الشيخ، ومدينة السادات، والذي ينظمه المجلس الأعلى للجامعات ومعهد إعداد القادة، تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبإشراف الدكتور مصطفى رفعت الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات، والدكتور كريم همام مستشار الوزير للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة.

وقد استهل البرنامج بمحاضرة بعنوان “الإطار المرجعي الاسترشادي للتعليم العالي في مصر”، ألقاها الدكتور مصطفى رفعت، أمين المجلس الأعلى للجامعات، حيث أوضح أن هذا الإطار يمثل حجر الزاوية في تطوير منظومة التعليم الجامعي، عبر تحويل دور الطالب إلى متعلم نشط يسهم في إنتاج المعرفة، وتحفيز الأكاديميين ليكونوا قادة للإبداع والابتكار.

وأكد أمين المجلس الأعلى للجامعات أن الهدف هو إيجاد بيئة تعليمية مرنة تُعزز التفكير النقدي والارتباط بسوق العمل، من خلال برامج دراسية متكاملة تدعم التعلم مدى الحياة، وتؤسس لمسار وطني يرتكز على البحث العلمي والابتكار والاستدامة.

كما تضمنت الفعاليات، محاضرة مهمة بعنوان “مفهوم الفساد ودور هيئة الرقابة الإدارية والتعريف بالاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد”، قدمها اللواء الدكتور محمد سلامة مساعد رئيس هيئة الرقابة الإدارية، حيث تناول خلالها القضايا القومية المرتبطة بالفساد وأثرها السلبي على التنمية والمجتمع.

واستعرض أشكال الفساد وأسبابه وانعكاساته، مع إبراز الدور المحوري للقيادات الجامعية في تعزيز قيم الشفافية وترسيخ النزاهة داخل الحرم الجامعي، كما استعرض دور الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد في دعم جهود الدولة نحو تعزيز آليات الوقاية والمساءلة داخل المؤسسات، مشددًا على أن تطبيق هذه الاستراتيجية يُمثل ركيزة أساسية لحماية موارد الوطن وصون مكتسباته.

وفي جانب آخر، شهد البرنامج محاضرة حول “التعامل الإعلامي” ألقاها الدكتور رضا أمين عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، حيث ركز على آليات إدارة الرسالة الإعلامية ودور القيادة الجامعية في تعزيز الصورة الذهنية الإيجابية للمؤسسات، كما ناقش أهمية التواصل الفعّال مع مختلف وسائل الإعلام، واوضح أن إعداد القيادات الجامعية يتطلب امتلاك مهارة التعامل الإعلامي بوعي واحتراف، باعتبارها أداة رئيسية لعرض إنجازات الجامعة والتعبير عن رسالتها المجتمعية، مؤكداً أن القائد الجامعي لا يكتفي بإدارة مؤسسته أكاديمياً وإدارياً فحسب، بل يضطلع أيضاً بدور مؤثر في تشكيل الصورة الذهنية للجامعة أمام الرأي العام وصناعة جسور الثقة مع المجتمع.

كما حاضر الدكتور كريم عمارة مدير شبكة الجامعات المصرية بمركز الخدمات الإلكترونية والمعرفية بالمجلس الأعلى للجامعات، في جلسة تناولت “التحول الرقمي في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي أهميته وآلياته”، حيث عرض خريطة التطور الرقمي داخل الجامعات المصرية، وأهمية توظيف التقنيات الحديثة في مؤسسات التعليم العالى والبحث العلمي.

وأكد أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا بل ضرورة تفرضها متغيرات العصر، مشيرًا إلى أن نجاح الجامعات في المستقبل يتوقف على قدرتها في دمج التكنولوجيا بالعملية التعليمية وإيجاد بيئة ذكية تدعم الإبداع وتُحسن جودة الخدمات التعليمية والبحثية.

وفي محاضرة بعنوان “التوعية وأسس الأمن القومي”، قدم اللواء أركان حرب دكتور مهندس حافظ محمود، مساعد وزير التجارة والصناعة الأسبق ومساعد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق، رؤية معمقة حول المفاهيم الأساسية للأمن القومي ودوره في تعزيز قوة الدولة.

وأوضح أن الأمن القومي لا ينفصل عن التنمية الشاملة، وأن وعي المواطن يعد خط الدفاع الأول في مواجهة التحديات ومحاولات النيل من استقرار الوطن، مؤكدًا على خطورة الشائعات كأحد أسلحة حروب الجيل الرابع، وعلى دور المؤسسات الأكاديمية في نشر الوعي وترسيخ روح الانتماء.

كما شهد البرنامج محاضرة قانونية متخصصة حول “الجوانب القانونية في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي” ألقاها المستشار عاطف عمر المستشار القانوني لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، حيث سلط الضوء على أهم التشريعات المنظمة لعمل الجامعات. وركز على الجوانب التشريعية التي تضمن الحوكمة الرشيدة، موضحًا أن المعرفة بالقوانين واللوائح تمثل عنصرًا أساسيًا لكل قيادة جامعية لتحقيق العدالة والشفافية، وضمان استمرارية عملية التطوير المؤسسي.

كما أشار الدكتور كريم همام مستشار الوزير للأنشطة الطلابية، ومدير معهد إعداد القادة، إلى أن البرنامج لم يكن مجرد لقاء تدريبي بل تجربة معرفية متكاملة تسهم فى إكسابهم وعيًا استراتيجيًا ورؤية مستقبلية متوازنة، تجمع بين الفهم العميق لآليات الإدارة الجامعية، وجاء ذلك نتيجة التعاون المثمر بين المجلس الاعلى للجامعات ومعهد إعداد القادة.

وأكد أن هذا التدريب يمثل خطوة جوهرية نحو بناء جيل من القيادات الجامعية القادرة على التفكير بعمق واتخاذ قرارات نوعية تعكس متطلبات الحاضر وتستشرف المستقبل.