ننشر نص رسالة رئيس جامعة المنصورة الجديدة بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد

وجه الدكتور معوض الخولي، رئيس جامعة المنصورة الجديدة، رسالة بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد غدا السبت الموافق 20 سبتمبر الجاري.

بسم الله الرحمن الرحيم
أبنائي وبناتي طلاب جامعة المنصورة الجديدة الأعزاء، أولياء الأمور الكرام، زملائي أعضاء هيئة التدريس، السادة من الجهاز الإداري والهيئة المعاونة، شركاؤنا من الدولة والمجتمع الصناعي والمدني… يسعدني أن أخاطبكم اليوم ونحن نستقبل معًا عامًا دراسيًا جديدًا في جامعة وُلدت من قلب الحلم المصري لبناء تعليم جامعي عصري، ينافس عالميًا، ويخدم وطنيًا، ويؤسس لمستقبل أكثر إشراقًا لجمهوريتنا الجديدة.

لقد أنشئت جامعة المنصورة الجديدة برؤية واضحة من القيادة السياسية، لتكون واحدة من الجامعات الأهلية النموذجية التي تجمع بين التميز الأكاديمي، والابتكار البحثي، والانفتاح العالمي، والارتباط العضوي باحتياجات سوق العمل. واليوم، ونحن على أعتاب عام جديد، نجدد العهد أن نكون جميعًا – قيادة وأعضاء هيئة تدريس وإداريين وطلاب وأولياء أمور – على مستوى هذه الثقة الوطنية.

أبنائي الطلاب، أنتم محور العملية التعليمية، والهدف الذي من أجله بُنيت هذه الجامعة. إن سنوات دراستكم هنا ليست مجرد محاضرات وامتحانات، وإنما هي رحلة لتشكيل الشخصية وبناء العقل وصقل المهارات. بين أيديكم أحدث المناهج، وأفضل الأساتذة، وفرص للبحث العلمي والتدريب العملي، ومساحات للأنشطة الثقافية والرياضية والفنية. المطلوب منكم أن تغتنموا كل هذه الفرص، وأن تكونوا طلابًا باحثين لا متلقين فقط، ومبادرين لا منتظرين، وصانعي تغيير لا متفرجين.

ولأولياء الأمور الأفاضل، أنتم شركاؤنا في النجاح. فأنتم من غرستم القيم في نفوس أبنائكم، وأنتم من حملتم عناء الدعم والتشجيع، وها أنتم تضعونهم اليوم بين أيدينا لنكمل معًا المسيرة. أؤكد لكم أن الجامعة لن تدخر جهدًا في أن توفر لهم بيئة آمنة ومحفزة، تحترم عقولهم، وتفتح أمامهم آفاق المستقبل.

أما أعضاء هيئة التدريس زملائي الكرام، أنتم القدوة والقدرة. بين أيديكم أمانة العلم والتربية والتوجيه. إن الطالب لا يحتاج إلى معلّم فحسب، بل إلى قائد وقدوة وملهم. لذلك، فإن دوركم يتجاوز حدود القاعة الدراسية ليشمل بناء منظومة قيم، وتشجيع الإبداع، وصناعة باحث قادر على المنافسة عالميًا. إن الجامعة تتطلع منكم إلى تطوير مستمر للمناهج، وانخراط أكبر في البحث العلمي التطبيقي، ومساهمة فاعلة في تدريب الطلاب وربطهم بالمجتمع والصناعة.

أما زملائي الأكارم من الجهاز الإداري والهيئة المعاونة أنتم، أبناء الجامعة، أنتم الركيزة التي يستند إليها العمل اليومي. بكم تنظم الجداول، وتُدار الامتحانات، وتُبنى قواعد البيانات، وتُيسر الخدمات. إن الطالب وعضو هيئة التدريس لا يشعر إلا بالواجهة الأكاديمية، لكن وراءها يقف جهدكم الدؤوب الذي يضمن انتظام المنظومة. إنني أوجه لكم الشكر، وأحثكم على أن نواصل جميعًا عملنا بروح الفريق، وبإيمان أن ما نبنيه هنا اليوم سيتحدث عنه التاريخ.

وإلى أصدقائي قيادات الجامعة والدولة من عمداء الكليات ومديرو البرامج ورؤساء الأقسام – فإن مسؤوليتكم أن تكونوا بوصلة التوجيه والرؤية. فالمستقبل لا يُبنى بالتعليم وحده، بل بالرؤية والقدرة على اتخاذ القرار، وضمان جودة الأداء، وتحفيز الإبداع.

أما الدولة المصرية، فهي صاحبة الفضل الأول في إتاحة هذه الفرصة التاريخية. فهذه الجامعة واحدة من مشروعات الجمهورية الجديدة، التي أرادتها القيادة السياسية أن تكون قاطرة للتغيير ومركزًا للإبداع وريادة في التعليم الجامعي الحديث. ومن ثم، فإن مسؤوليتنا جميعًا أن نكون عند مستوى هذه الثقة، وأن نُترجم هذا الدعم إلى إنجازات ملموسة.

إن جامعة المنصورة الجديدة ليست مجرد مبانٍ وقاعات، بل هي فكرة ورسالة. فهي جامعة شاملة تضم التخصصات الطبية والهندسية والعلمية والإنسانية، وتتيح برامج حديثة في علوم الحاسب والهندسة والذكاء الاصطناعي، وتفتح أبوابها للتخصصات الطبية المتقدمة كالطب وطب الأسنان والصيدلة والتمريض والتكنولوجيا الصحية، بجانب كليات الأعمال والقانون والعلوم الأساسية. وهي جامعة حريصة على أن تكون برامجها مواكبة لمتطلبات سوق العمل، وأن يكون خريجها جاهزًا للمنافسة محليًا وإقليميًا ودوليًا.
لقد استثمرت الجامعة في بنية تحتية ذكية، تشمل معامل متطورة، وقاعات مجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجية، ومكتبات رقمية، ونظم معلومات متكاملة، إلى جانب بنية رياضية وثقافية تسهم في بناء شخصية الطالب المتكاملة.

في جامعة المنصورة الجديدة نحن نسعى ونتطلع إلى شراكات دولية مع جامعات مرموقة، وإلى ربط وثيق بالصناعة وسوق العمل، حتى يكون طلابنا جزءًا من حركة التنمية، لا مجرد دارسين على الهامش. إن كل مشروع بحثي أو تدريبي هو لبنة في بناء الوطن، وكل مبادرة طلابية أو إنجاز رياضي أو ثقافي هو صفحة جديدة في سجل الجامعة.

وفي الختام أبنائي الطلاب، لا تجعلوا هذه السنوات تمر دون أن تتركوا بصمة. وزملائي وأعزائي من أعضاء هيئة التدريس والإداريين، لا تدعوا الروتين يطفئ الحماسة. وأولياء الأمور، ثقوا أن أبناءكم في أيدٍ أمينة. أما قيادات الجامعة، فلنواصل العمل بفكر استراتيجي يُبقي جامعتنا في المقدمة.
فلنبدأ عامًا دراسيًا جديدًا بروح جديدة، وعزيمة لا تلين، وإيمان بأن المستقبل يبدأ من هنا… من جامعة المنصورة الجديدة.

والله ولي التوفيق،
أ.د. معوض محمد الخولي
رئيس جامعة المنصورة الجديدة