من حلم إلى أيقونة معمارية عالمية: الإثنين المقبل.. فرع الجامعة الألمانية بالقاهرة في برلين يشهد افتتاح نموذج مصغر من المتحف المصري الكبير

يشهد فرع الجامعة الألمانية بالقاهرة في العاصمة الألمانية برلين يوم الإثنين المقبل الموافق ٢١ يوليو ٢٠٢٥، افتتاح نموذج مصغر لمحاكاة المتحف المصري الكبير، بحضور الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة، والدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، إلى جانب نخبة من الأكاديميين، والصحفيين، والإعلاميين، في حدث يعكس التزام مصر بتعزيز مكانتها كوجهة سياحية وثقافية عالمية.
ومن المتوقع أن يشمل المتحف عروضًا تفاعلية ولوحات إرشادية باللغتين العربية والإنجليزية، مع توفير وسائل إتاحة لذوي الاحتياجات الخاصة، مما يجعله تجربة ثقافية شاملة.
وصرح الدكتور أشرف منصور أن هذا النموذج المصغر من المتحف يمثل جسرًا ثقافيًا بين مصر وألمانيا، ويعكس رؤيتنا في الجامعة الألمانية لنشر ثقافة السلام والتفاهم من خلال التعليم والتراث الثقافي، مضيفا أن المشروع يهدف إلى تعزيز السياحة المصرية في أوروبا ودعم الاقتصاد المصري من خلال جذب الزوار المهتمين بالحضارة المصرية، وما يمثله المتحف المصري الكبير هذا الصرح الثقافي الشامخ الذي بات اليوم قبلة للزوار وعلامة فارقة في المشهد الثقافي العالمي.
جدير بالذكر، أن المتحف المصري الكبير (GEM) شهد رحلة تصميم استثنائية بدأت في 7 يناير 2002. بدعم من منظمة اليونسكو ومساهمة قيّمة من الحكومة الإيطالية، ضمن برنامج التعاون الثقافي التنموي مع مصر، حيث أُجريت دراسة جدوى شاملة ووُضعت الشروط المرجعية لإطلاق مسابقة معمارية دولية طموحة لتصميم هذا المتحف الفريد.
تولت وزارة الثقافة المصرية حينها تنظيم هذه المسابقة العالمية، موجّهة دعوة عامة عبر وسائل الإعلام المحلية والعالمية، بالإضافة إلى موقع إلكتروني مخصص، للمعماريين والمكاتب الاستشارية المتخصصة حول العالم، وكانت الدعوة واضحة لإطلاق العنان للخيال والإبداع لتقديم تصميم معماري فريد لهذا الصرح الثقافي الكبير.
ونُظمت المسابقة على مرحلتين دقيقتين لضمان اختيار أفضل التصميمات حيث بدأت المرحلة الأولى في 7 مايو 2002، وشهدت اهتمامًا هائلاً من 2173 معمارياً واستشارياً من 103 دول مختلفة. وبحلول 17 أغسطس 2002، تقدم فعلياً 1557 مكتباً معمارياً واستشارياً من 83 دولة بمقترحاتهم الأولية لتصميم المتحف.
قامت لجنة فنية متخصصة بدراسة وتحليل هذه المشاريع بعناية فائقة، ثم تولت لجنة تحكيم دولية مرموقة اختيار أفضل عشرين مشروعاً للتأهل إلى المرحلة الثانية التي انطلقت في 17 نوفمبر 2002، حيث قدم العشرون متسابقاً المختارون من المرحلة الأولى تصميمات تفصيلية قابلة للتنفيذ، مع الأخذ في الاعتبار جميع الاشتراطات والمحددات الواردة في كراسة الشروط المرجعية، وفي يوم 17 مارس 2003، أعلنت لجنة التحكيم الدولية عن المشروع الفائز بالمركز الأول، وهو التصميم المعماري المتميز المقدم من تحالف المكاتب الاستشارية: “هنيهان بنج / آروب / بوروها بولد”.
واليوم، لا يقتصر تميز المتحف المصري الكبير على تصميمه المعماري فحسب، بل يتجلى أيضًا في الاعترافات والجوائز الدولية التي حصدها، مما يؤكد مكانته كأيقونة عالمية حيث حصل المتحف المصري الكبير (GEM) على العديد من الشهادات والجوائز الدولية، كان آخرها “جائزة فرساي” لأجمل المتاحف في العالم لعام 2024، كما حصل المتحف المصري الكبير على جائزة ضمن فئة “مشروع العام العالمي” في حفل توزيع جوائز مستخدمي عقود FIDIC لعام 2024، ومُنح المتحف المصري الكبير شهادة EDGE المتقدمة للمباني الخضراء في عام 2024، ليصبح بذلك أول متحف أخضر في أفريقيا والشرق الأوسط، وفاز المتحف المصري الكبير بجائزة “أفضل مشروع في المباني الخضراء” في منتدى البيئة والتنمية عام 2022، كما حصل المتحف المصري الكبير على ثماني شهادات أيزو (ISO) في مجالات الطاقة والصحة والسلامة المهنية والبيئة والجودة، ليُعد بذلك المتحف المصري الكبير نموذجا قياسيا للتميز المعماري والالتزام بالاستدامة، ويبهر العالم بجماله وإنجازاته.