تأثير التسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي على بناء العلامة الشخصية للفنان التشكيلي.. رسالة دكتوراه بتجارة عين شمس

حصلت الباحثة مادونا كميل شوقى غالى بكلية التجارة بجامعة عين شمس، على درجة دكتوراه الفلسفة فى إدارة الأعمال فى الرسالة المقدمة منها، والتى جاءت تحت عنوان “تأثير التسويق عبر منصات التواصل الإجتماعى على بناء العلامة الشخصية للفنان التشكيلى-دراسة ميدانية”.
وأشرفت على الرسالة الدكتورة جيهان عبد المنعم رجب أستاذ التسويق بكلية التجارة جامعة عين شمس، والدكتورة حنان حسين أحمد مدرس إدارة الأعمال بكلية التجارة جامعة عين شمس.
وضمّت لجنة المناقشة، الدكتور شريف أحمد العاصي أستاذ التسويق وعميد كلية التجارة جامعة الزقازيق سابقاً، والدكتورة مديحة رفعت مطاوع أستاذ التسويق بكلية التجارة جامعة عين شمس.
الفنان التشكيلي في زمن السوشيال ميديا.. كيف تبنى العلامة الشخصية رقميا؟
في عصر تتسارع فيه وتيرة التحول الرقمي وتتسع فيه شبكات التواصل الافتراضية، لم تعد الأدوات التقليدية كافية لتحقيق الانتشار والتميز في مختلف المجالات، والفن التشكيلي ليس استثناء. فمع تزايد أعداد الفنانين وتنوع أساليبهم، أصبح بناء “العلامة الشخصية” للفنان أمرا جوهريا لا يقل أهمية عن جودة أعماله الفنية. تبرز منصات التواصل الاجتماعي في هذا السياق كأداة لا غنى عنها، لا لكونها مجرد معرض افتراضي للأعمال، بل لكونها مساحة تفاعلية تتيح للفنان بناء هويته، والتواصل المباشر مع جمهوره، وصناعة قصته الفنية الفريدة. يتناول هذا المقال، استنادا إلى دراسة ميدانية، كيف يمكن للتسويق عبر هذه المنصات أن يؤثر بشكل مباشر وفعال في بناء العلامة الشخصية للفنان التشكيلي.
يكمن جوهر تأثير التسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي في قدرتها على ربط الفنان بجمهوره بطرق لم تكن متاحة من قبل. فمن خلال هذه المنصات، يتمكن الفنان من عرض أعماله ليس فقط كمنتجات فنية، بل كجزء من قصة شخصية وفنية متكاملة. يشمل ذلك مشاركة الكواليس، وعملية الإلهام، والتطور الفني، مما يضفي بعدا إنسانيا وعمقا على أعماله.
تتيح هذه المنصات للفنان تبني استراتيجيات تسويقية متنوعة، تبدأ من المحتوى الجذاب والمبتكر. فالفنان لا يعرض لوحاته فحسب، بل يمكنه تقديم مقاطع فيديو قصيرة لعملية الرسم، أو صور عالية الجودة لأعماله من زوايا مختلفة، أو حتى نصوص قصيرة تعبر عن رؤيته الفنية. هذا التنوع في المحتوى يساهم في جذب انتباه شرائح أوسع من الجمهور، ويعزز من فرص التفاعل.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب بناء شبكات العلاقات الاحترافية دورا محوريا. فالفنان لم يعد معزولا في مرسمه؛ يمكنه التواصل مع فنانين آخرين، ونقاد فنيين، وأصحاب معارض، وهواة جمع الفن، مما يفتح آفاقا جديدة للتعاون والعرض والتقدير. يساهم التفاعل الفعال مع المتابعين، من خلال الرد على التعليقات والرسائل، في بناء مجتمع حول أعمال الفنان، ويعزز من الولاء والانتماء لعلامته الشخصية.
التحكم في السرد هو ميزة أخرى بالغة الأهمية. فالفنان يستطيع أن يحدد بنفسه كيف ينظر إليه، وما هي الرسالة التي يريد إيصالها. يمكنه إبراز أسلوبه المميز، وفلسفته الفنية، والقيم التي يؤمن بها، مما يساعد الجمهور على تمييزه وسط حشد الفنانين، وتكوين صورة ذهنية واضحة ومميزة عنه. هذا التميز هو جوهر بناء العلامة الشخصية القوية.
في الختام، تؤكد الدراسة الميدانية على أن التسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي لم يعد مجرد رفاهية للفنان التشكيلي، بل أصبح ضرورة حتمية لبناء علامته الشخصية وتحقيق الانتشار والنجاح. إن الاستخدام المدروس لهذه المنصات، مع التركيز على إنتاج محتوى أصيل وجذاب، والتفاعل المستمر مع الجمهور، وبناء شبكة علاقات قوية، يمكن أن يحول الفنان من مجرد مبدع إلى كيان فني ذو حضور مؤثر وشخصية فنية راسخة.
لذا، يصبح من الضروري على المؤسسات التعليمية والثقافية أن تدعم الفنانين في اكتساب هذه المهارات التسويقية الرقمية، لتمكينهم من مواكبة التحولات، واستغلال الإمكانات الهائلة التي توفرها هذه المنصات لبناء مستقبل فني مزدهر ومستدام.