د. جيهان رجب: المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر من أهم صور التمكين الإقتصادى للمرأة 2025

ألقت الدكتورة جيهان رجب أستاذ التسويق بكلية التجارة جامعة عين شمس وعضو المجلس القومى للمرأة فرع القاهرة، كلمة فى مؤتمر الجامعة السنوي الثالث عشر “عين شمس.. 75 عاماً من التميز والريادة.. عين على الماضي وشمس تضيء المستقبل”، خلال جلسة المرأة بعنوان “التنوع والانصاف والإدماج”.
وجاءت الكلمة علي النحو التالي:
تعد المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر من أبرز أدوات التمكين الاقتصادي للمرأة، إذ تتيح لها فرص عمل حقيقية تساعدها على مواجهة التحديات الاقتصادية دون الحاجة إلى رأس مال كبير. وتكتسب هذه المشروعات أهمية خاصة في المجتمعات الريفية وبين النساء المعيلات، حيث تسهم بفاعلية في محاربة الفقر وتقليل معدلات البطالة، مما يعزز من دور المرأة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وتشير البيانات إلى أن قطاع المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر يشكل أكثر من 50% من القطاع الخاص في مصر، وله دور كبير في رفع الناتج المحلي الإجمالي وزيادة دخول الأفراد. وتتركز معظم هذه المشروعات في مجالات التجارة والخدمات والصناعات التحويلية، بينما يقل تمثيلها في قطاعات كالتعدين والتشييد بسبب حاجتها لاستثمارات ضخمة.
وقد طرحت مجموعة من الأفكار الواقعية لمشروعات تناسب المرأة المصرية، منها مشروعات رقمية مثل البيع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التسويق الرقمي، وتصميم الجرافيك. كما تشمل مشروعات منزلية مثل الخياطة والتطريز، الطبخ وصناعة الحلويات، وتقديم خدمات استشارية أو تعليمية. وتبرز أيضا مشروعات خدمية كالتصوير الفوتوغرافي، الكتابة والتحرير، التمريض، الدعم النفسي، والدروس الخصوصية، وهي جميعها مشروعات يمكن أن تبدأ من المنزل بموارد محدودة.
وتجسدت هذه الأفكار في نماذج نسائية ناجحة ألهمت الكثيرين، مثل “أم ياسمين” التي بدأت بمشروع مأكولات منزلية أصبح له انتشار واسع في القاهرة، و”هالة” من الفيوم التي بدأت بالتطريز ووصلت لمرحلة التصدير، و”سماح” من بني سويف التي طورت مشروعا لصناعة الصابون الطبيعي ليباع عبر الإنترنت.
كذلك “فتيات بئر العبد” بشمال سيناء حولن مبادرة يدوية إلى مشروع اقتصادي يشارك في معارض محلية ودولية. وتكمن أهمية هذه المشروعات في أنها تحقق للمرأة الاستقلال المالي، وتمنحها مرونة في التوفيق بين العمل والحياة الأسرية، خاصة في المناطق الريفية. كما أنها تعزز من ثقة المرأة بنفسها، وتزيد من مشاركتها في الاقتصاد المحلي، وتخلق فرص عمل لنساء أخريات، مما يُنتج دوائر تأثير إيجابية تمتد للأجيال القادمة وتسهم في غرس قيم العمل والاجتهاد لدى الأبناء.
ورغم هذه الإيجابيات، تواجه المرأة تحديات متعددة في هذا المجال، من أبرزها صعوبة الوصول إلى التمويل، نقص التدريب الإداري والتسويقي، المنافسة، القيود المجتمعية، وضعف التعامل مع التكنولوجيا والمنصات الرقمية، بالإضافة إلى غياب الهوية البصرية الواضحة لبعض المشروعات. هنا يبرز دور التسويق كعامل حاسم في دعم هذه المشروعات، سواء من خلال بناء علاقة قوية مع العملاء، أو تطوير المنتج بناءً على التغذية الراجعة، أو تصميم هوية بصرية جذابة تترك انطباعا احترافيًا، حتى وإن كان المشروع من المنزل. كما يلعب التسويق الرقمي دورا رئيسيا، من خلال التدريب على التصوير الجيد، وكتابة وصف جذاب للمنتج، وإدارة الصفحات الإلكترونية، مع التأكيد على أهمية سرد “قصة المشروع”، حيث لا يشتري الناس المنتج فقط، بل يشترون القصة خلفه.
وفي ختام كلمتها، أكدت أن المرأة ليست فقط منتِجة، بل قادرة على خلق فرص إنتاج لغيرها. وأن مشروعا صغيرا قد يكون نقطة تحول لأسرة بأكملها، فتمكين المرأة يبدأ من تمكين إرادتها، والمشروعات الصغيرة ليست فقط وسيلة للعيش، بل أداة لبناء مستقبل متكامل.فى نهاية كلمتها تابعت قائلة أن المرأة ليست فقط منتِجة.. بل قادرة على خلق فرص إنتاج لغيرها من السيدات. وإن مشروع صغير قد يكون نقطة تحوّل لأسرة بأكملها.” تمكين المرأة يبدأ من تمكين إرادتها.. والمشروعات الصغيرة ليست فقط وسيلة للعيش، بل أداة لبناء مستقبل كامل”.