أهم الأخبارجامعات

جامعة عين شمس تستعرض إنجازاتها في الابتكار والتحول الرقمي خلال مؤتمرها العلمي الثالث عشر

الجمعة 16 مايو، 2025 | 10:10 ص

ضمن فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الثالث عشر لجامعة عين شمس، والذي يقام تحت شعار “٧٥ عام من التميز والريادة.. عين على الماضي وشمس تضيء المستقبل”، شهد اليوم الثاني للمؤتمر وقائع جلسة تناولت موضوع “الابتكار والتحول الرقمي”.

ترأست الجلسة الدكتورة غادة فاروق، نائب رئيس الجامعة لشؤون المجتمع والبيئة، وشهدت مشاركة فاعلة من الخبراء في مجالات الابتكار والتحول الرقمي.

وأوضحت أن الابتكار لم يعد مجرد خيار، بل أصبح ضرورة حتمية للجامعات المصرية في ظل التنافسية المتزايدة، مؤكدة على سعي الجامعة الجاد لدعم الطلاب وتمكينهم ليصبحوا مبتكرين فاعلين، مشيرة إلى أن هذا الهدف الطموح لن يتحقق إلا من خلال تعزيز جهود التحول الرقمي وتأهيل الطلاب بشكل شامل لمواكبة التطورات المتسارعة في سوق العمل، وتزويدهم بالمهارات والأدوات اللازمة لتحويل أفكارهم إلى واقع ملموس يخدم المجتمع والاقتصاد الوطني.

وفي مداخلتها، أشارت الدكتورة نجوى بدر، عميدة كلية الحاسبات والمعلومات، إلى اهتمام الكلية بتطوير الخوارزميات واستكشاف سبل الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في شتى المجالات، مؤكدة على أن الجامعة تخطو خطوات متسارعة نحو التحول الرقمي، موضحة أنه لا يمكن تحقيق تقدم حقيقي في مجال الذكاء الاصطناعي دون بنية تحتية قوية من قواعد البيانات والتحول الرقمي الشامل.

وأضافت أن هذه البنية التحتية ضرورية لتحليل البيانات واتخاذ القرارات الصائبة التي تضع الجامعة في مكانة مرموقة، مؤكدة على أهمية مواكبة التكنولوجيا الحديثة في الابتكار، والسعي لتزويد الجامعة بكوادر متميزة قادرة على إفادة الجامعة وتمثيلها خير تمثيل في الشركات والهيئات المختلفة.

واستعرض الدكتور محمد رجاء السطوحي عميد كلية العلوم، جهود الكلية في مجال دعم الابتكار وريادة الأعمال الطلابية والبحثية، حيث استعرض للتو مجموعة من المشاريع المتميزة التي تجسد طموح وكفاءة أبنائنا الباحثين والطلاب، وتعكس رؤية الكلية في المساهمة الفعالة في تحقيق التنمية المستدامة وخدمة المجتمع.

وسلط الضوء على البرنامج الرائد “التكنولوجيا الحيوية التطبيقية” والذي يغطي مجالات حيوية وهامة . بدءًا من شركة “MATTECH Bioindustries” التي تسعى لتقديم حلول صناعية مبتكرة وتصميمات مخصصة، مرورًا بمشاريع تهتم بالاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية وتقليل المخلفات مثل مشروع “Green Home” الذي يعالج مشكلة قشور البرتقال بطرق مبتكرة، ومشروع شركة “Herbanol” الذي يهدف إلى تحويل الحشائش الضارة إلى منتجات ذات قيمة مضافة كالإيثانول الحيوي والسماد العضوي.

وذكر أن هذه المشاريع لم تقتصر على الأفكار الخلاقة فحسب، بل تعدتها إلى مراحل متقدمة من البحث والتطوير، بل وحتى تأسيس شركات ناشئة تسعى لتطبيق هذه الابتكارات على أرض الواقع. وهذا ما نراه في نموذج “MATTECH Bioindustries” و “Herbanol” و غيرهما.

وأضاف أن برنامج “Science Innovates” يمثل منصة سنوية هامة تحتضن هذه الأفكار وتدعمها، وتوفر بيئة محفزة للتنافس والإبداع. إن استمرار هذا البرنامج للأعوام 2023، 2024، وها نحن نستشرف فعاليات عام 2025، لهو دليل قاطع على التزام الكلية الراسخ بدعم الابتكار العلمي والتكنولوجي.

وأشار إلى الدعم المقدر الذي تحظى به الكلية من وزارة البحث العلمي والتكنولوجيا وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، بالإضافة إلى جهات أخرى مثل EGPO-SES. هذا الدعم يمثل حافزًا كبيرًا للطلاب والباحثين ويساهم بشكل فعال في تحويل أفكارهم إلى مشاريع ملموسة تخدم المجتمع والاقتصاد الوطني.

وأوضحت الدكتورة نيفين عاصم الرئيس التنفيذي لقطاع الابتكار والتدريب، أن الاستراتيجية العامة للجامعة تولي اهتمامًا بالغًا بدعم الابتكار، مشيرة إلى أن قطاع الابتكار والتدريب بجامعة عين شمس يضم مجموعة من الوحدات والمبادرات الهامة التي تهدف إلى تعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

وأكدت على الدور المحوري لمركز الابتكار وريادة الأعمال ومركز التوظيف في تأهيل الطلاب لسوق العمل من خلال برامج متخصصة، كما استعرضت سيادتها الإنجازات الواضحة التي تحققت في فترة وجيزة وقصص النجاح الملهمة التي تجسد ربط الجامعة الفعال بالصناعة.

وأضافت أن دور الجامعة الأساسي يتمثل في استشراف التحديات وتقديم حلول مبتكرة لها، مشيرة إلى أن مركز الابتكار يمثل نقطة انطلاق ومنصة تمنح الثقة للطلاب، وذلك من خلال تقديمه لمجموعة متنوعة من البرامج التدريبية المصممة خصيصًا لتحفيز الإبداع والابتكار عبر نوادي الابتكار المتواجدة في مختلف الكليات.

وإلى جانب ذلك، يأتي مشروع “عين شمس تبتكر” الذي يدعم رواد الأعمال وأصحاب الأفكار المبتكرة من داخل الجامعة وخارجها.

وفي ختام حديثها، أعربت عن فخرها بحصول قطاع الابتكار والتدريب خلال العام الماضي على ثلاثة مشروعات في البحث العلمي وبناء القدرات، من بينها مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي يركز على الاستخدام الأمثل للطاقة المتجددة في صناعة السفن.

وأكدت أن هذه النجاحات تعكس التزام الجامعة بدعم التنمية المستدامة وتعزيز دور اقتصاد المعرفة في مواجهة التحديات الاقتصادية.

وتحدث الدكتور محمد مجدي عن الدور المحوري لمركز الابتكار وريادة الأعمال بجامعة عين شمس في دعم الصناعة الوطنية وتمكين المبتكرين، حيث يسعى المركز بشكل استراتيجي إلى توطين الصناعة من خلال نقل وتكييف التقنيات العالمية وتقديم الدعم لتأسيس خطوط إنتاج محلية، كما يولي اهتمامًا خاصًا بتمكين الطلاب والباحثين في مجال الابتكار الصناعي عبر تشجيع المشروعات التطبيقية وتوفير البنية التحتية والتدريب اللازم لتطوير نماذج أولية مستوردة بهدف تصنيعها محليا.

وأضاف أن المركز يعمل كمركز بحث وتطوير داعم للمصانع والشركات، مقدمًا خدمات متخصصة لتحديث المنتجات وحل المشكلات الفنية، وبناء شراكات استراتيجية مع القطاع الصناعي، كما يحرص على تعزيز التعاون بين المركز والقطاع الصناعي من خلال جذب الاستثمارات والمشاريع المشتركة وتأسيس شبكات تواصل فعالة.

إضافة إلى ذلك، يركز المركز على التدريب التقني لبناء جيل مبتكر ومؤهل صناعيًا، حيث يقدم برامج تدريبية متخصصة تشمل تطبيقات الهاتف المحمول، أساسيات الكهرباء والإلكترونيات، الطباعة ثلاثية الأبعاد، التصنيع باستخدام ماكينات CNC والليزر، والهندسة العكسية، بهدف تمكين المشاركين من تطوير ابتكارات قابلة للتنفيذ وتحويل الأفكار إلى منتجات فعلية.

وقدم المهندس محمد علي، مدير البحث والتطوير بشركة السويدي للكابلات، عرضًا حول “التعاون الصناعي: دراسات الحالة وقصص النجاح”، مسلطا الضوء على أهمية الشراكات بين الجامعة والقطاع الصناعي في دعم الابتكار وتحويل الأفكار البحثية إلى تطبيقات عملية. وذلك عن طريق طرح المشكلات الفعلية التي يواجها الشريك الصناعي (شركة السويدي قسم البحث والتطوير ) مع توفير الأدوات اللازمة من معدات وآلات وتمويل لطلبة الجامعات والأساتذه من أجل بناء نموذج فعال لحل هذه المشكلة من خلال ابتكار جهاز او ماكينة أو نظام برمجي معين لحل هذه المشكلة، والذي يقوم بذلك هو مركز الابتكار وريادة الأعمال بالجامعه (ihub) ويكون مكسب للطرفين، واستغلال أفضل لطلبة الجامعة ونشاطهم وابتكاراتهم في التحسين الصناعي بمشاريع تخرج فعلية عملية في مصنعنا وفي قطاع الكابلات.

وتابع: وذلك لتوطين الصناعة المحلية وتشجيع الشباب وتوفير فاتورة الاستيراد بأجهزة وحلول مماثلة ولكن بصناعة محلية وهذه الرؤية التي تتوافق مع توجه الدولة ومؤسسة السويدي بقياداتها والمدير العام لمصانع الكابلات المهندس عمرو الصواف في بناء نماذج محلية الصنع للكثير من المشاكل والحلول المطلوبة.

وأضاف أنهم بدءوا بالفعل مع جامعة عين شمس مركز البحث والتطوير i-hub برئاسة دكتور محمد مجدي مدير مركز الابتكار وريادة الأعمال بالجامعة وفريقه والمتمثل في باحثين وأساتذة الجامعة وطلبة الجامعة قسم هندسة وحاسبات، وأيضا أساتذة من كلية العلوم في بناء نماذج ومشاريع برمجية ومنها ما يعمل بالذكاء الصناعي لتحل مشاكل معينة أو تحسين جودة منتج في صناعة الكابلات لشركة السويدي.

واستعرض الدكتور إسلام عدلي دور نوادي الابتكار في بناء جيل مبدع ومتصل بالمجتمع خلال المؤتمر السنوي الثالث عشر لجامعة عين شمس.

وألقى المدرب المشارك المعتمد في ريادة الأعمال من IBCT، ومشرف مشروع نوادي الابتكار بجامعة عين شمس ASU-iClub، الضوء على “الانخراط المجتمعي من خلال نوادي الابتكار بجامعة عين شمس: الأهداف، الفوائد، ودراسات الحالة”.

واستعرض عدلي، خلال كلمته، الأهداف الاستراتيجية لمشروع نوادي الابتكار وريادة الأعمال، والذي يهدف إلى دمج الطلاب في بيئة إبداعية تتيح لهم تحويل أفكارهم إلى مشاريع واقعية ذات أثر مجتمعي، مع التركيز على قيم العمل الجماعي، والقيادة، والتواصل الفعال، والتكامل بين التخصصات.

كما أوضح أن الانضمام إلى نوادي الابتكار يمنح الطلاب فرصة فريدة لبناء مهارات مهنية وشخصية، من خلال الانخراط في تدريبات عملية، مسابقات، ورش عمل، ومبادرات تخدم الجامعة والمجتمع في آنٍ واحد.

وسلّط الضوء على نماذج حقيقية لمشروعات طلابية ناجحة خرجت من النادي، تؤكد أن الاستثمار في العقول الشابة داخل الجامعة يمكن أن يكون نقطة انطلاق نحو مستقبل أكثر إشراقًا، بما يتماشى مع رؤية الجامعة للتحول إلى جامعة من الجيل الرابع، وتعزيز دورها في التنمية المستدامة.

كما عرض فريق كلية العلوم مشروع عن تحضير مستكشف حيوي جديد يعتمد على متراكبات اللانثانيدات من التربيوم في عملية التشخيص المبكر لسرطان البروستاتا وهي طريقة جديدة وفعالة مقارنة بالطرق الموجودة في السوق وأرخص وأدق وأسرع في عملية التشخيص الفعال.

كذلك، شهدت الجلسة عرض مشروع ألجينايد وهي شركة ناشئة رائدة أسسها طلاب من قسم التكنولوجيا الحيوية بكلية العلوم، جامعة عين شمس. تتخصص ألجينايد في إنتاج مادة الألجينات عالية الجودة لتوريدها إلى مختلف الصناعات، بما في ذلك الصناعات الدوائية والغذائية وتطبيقات التكنولوجيا الحيوية، بالإضافة إلى استخدامها في مجال طب الأسنان. يسعى فريق ألجينايد إلى إحداث تغيير حقيقي في السوق المصري من خلال تقديم بديل محلي فعال يساهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد، وسد الفجوة في توافر هذه المادة الحيوية. يتميز عملهم بالدقة العلمية والالتزام بالابتكار المستدام، مما يجعلهم نموذجًا ملهمًا لقدرة الشباب العلماء على تحويل الأبحاث الأكاديمية إلى حلول صناعية مؤثرة تعزز الاقتصاد الحيوي في مصر من خلال البيوسنسور تم عمل كيت للتشخيص المبكر للسرطان البروستاتا وهذه الكيت فعالة ودقيقة في عملية التشخيص المبكر لسرطان البروستاتا إذا ماقورنت بالطرق والكيت الموجودة بالسوق.

وقد ضمت الجلسة عروض للباحثين من الشباب في مجال الروبوتات والابتكارات في مجال العلوم مما يؤكد دعم الجامعة لشباب الباحثين في مجال الابتكار وريادة الأعمال ودعم الصناعة، وقد شهدت الجلسة تفاعلًا كبيرًا من الحضور، الذين أشادوا بالجهود التي تبذلها جامعة عين شمس في دعم الابتكار والتحول الرقمي، وأكدوا على أهمية هذه المجالات في تحقيق التنمية المستدامة وخدمة المجتمع.

وفي الختام، ثمنت الدكتورة غادة فاروق نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، إنجازات جامعة عين شمس المضيئة في مجالي الابتكار والتحول الرقمي، معربة عن شكرها لكل المتحدثين والمشاركين، مؤكدة أن كلماتهم وآراؤهم بمثابة شمس أضاءت آفاقًا جديدة وأكدت على المسيرة الرائدة لجامعتنا العريقة.

وأشارت إلى أن جامعة عين شمس، بتاريخها العريق الممتد لخمسة وسبعين عامًا من التميز، تتطلع بعين واعية نحو المستقبل، مستثمرة في عقول أبنائها وممكنة لقدراتهم الإبداعية من خلال تبنيها للتحول الرقمي الشامل.

وأثنت على الجهود التي تبذلها الكليات المختلفة، بدءًا من كلية الحاسبات والمعلومات في تطوير الخوارزميات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومرورًا بكلية العلوم ودعمها اللا محدود لرواد الأعمال الطلابية والبحثية وصولًا إلى الدور المحوري لمركز الابتكار وريادة الأعمال في ربط الجامعة بالصناعة الوطنية وتمكين المبتكرين، لهي خير دليل على عزمنا الصادق على تحقيق الريادة والتميز.