أهم الأخبارمقالات

د. نرمين توكل تكتب: العلاقات العامة والكفاءة التنظيمية

الأربعاء 11 ديسمبر، 2024 | 12:43 م

تبحث مجالات العلاقات العامة والاتصالات المؤسسية دراسة أساليب استخدام الجمهور للرسائل الاتصالية؛ لتوليد المعاني داخل مختلف السياقات المؤسسية، والثقافات التنظيمية، بما تحويه هذه البيئات من متغيرات اجتماعية وثقافية؛ كالدعم التنظيمي، والرضا الوظيفي، والابتكار التنظيمي، والرفاهية الوظيفية، وصناعة القرار، وإدارة العلاقات، والمسئولية الاجتماعية للشركات.

وتخاطب استراتيجيات رأس المال الاجتماعي كافة الأنماط الجماهيرية للعلاقات العامة؛ بدءًا بالموظفين من خلال البرامج الاتصالية الموجهة نحو تنمية الرضا والولاء الوظيفي، فضلًا عن حملات وبرامج المسئولية الاجتماعية للشركات الموجهة نحو تنمية البيئة الخارجية، وكسب ثقة وتأييد جماعات المصالح المختلفة.

ويعد الولاء التنظيمي نتيجة نهائية لعدد من مؤشرات وأهداف رأس المال الاجتماعي بالمنظمات، وهي الكامنة في وعي العاملين، وتعزيز ثقتهم بالمنظمة، وتدعيم صورتها الذهنية لديهم، فهو الوقود الإستراتيجي اللا غني عنه في تحقيق التساند والتضامن الاجتماعي بين مختلف المستويات التنظيمية، فضلًأ عن كونه المحفز الرئيسي للتعاون والعمل الجماعي والجودة الإنتاجية بين موظفي الشركات، وهو ذات المحفز بين العمال، والحرفيين، ولاعبي الكرة، والفلاحين وغيرهم من الفئات المجتمعية.

لذا فقد ارتكزت إستراتيجيات العلاقات العامة بالمنظمات علي تنفيذ العديد من وظائف وأنشطة العلاقات العامة؛ كالرعاية، وتنظيم الأحداث الخاصة، وإدارة الأزمات، وتصميم مواقع إلكترونية، وتخطيط حملات المسئولية الاجتماعية للشركات CSR، كما تم الاعتراف بجميع أنحاء العالم بأهمية الولاء التنظيمي في مكان العمل؛ باعتباره العامل الرئيسي لتحديد نجاح المنظمة؛ حيث تحرص إدارات مواردها البشرية على جذب الموظفين الأكفاء والاحتفاظ بهم؛ شريطة الانغماس التام في مهام عملهم، وإظهار مستويات عالية من الحماس، والحيوية، والطاقة الإيجابية المصاحبة لتقديم أفكارهم، وابتكاراتهم العملية، ومنتجاتهم الوظيفية المتسقة مع استراتيجيات المنظمة.

ويرتكز جوهر الولاء التنظيمي على حزمة أبعاد إدارية واتصالية؛ تمثل تعزيزًا للشرعية الاجتماعية للمنظمة، التي ترتكز على مقومات الأمن الوظيفي، واستقلالية الموظف ورفاهيته، وتوفير فرص الارتقاء بمهاراته وقدراته، وإشراكه في جوانب صناعة القرار الإداري، وتوفير فرص التدرج الوظيفي، وسرعة حل مشاكله؛ إلى جانب سمعة المنظمة، ومسئوليتها المجتمعية، وقدرتها الإنتاجية.

وتنعكس هذه المقومات بالإيجاب على فرص الكفاءة الإنتاجية للموظف الذي يسعى جاهدًا نحو الانغماس والانخراط في خضم البيئة المؤسسية وأروقتها الإدارية؛ ساعيًا إلى فهم وإدراك قيمها ومبادئها الاساسية، والتوافق مع رسالتها وثقافتها التنظيمية؛ ما يمثل ميزة تنافسية بالغة الأهمية؛ تحفز فرص التطوير المهني، والارتقاء بكفاءة الأداء التنظيمي؛ الذي ينعكس بالضرورة على الكفاءتين الإنتاجية والذاتية للمؤسسة ومواردها البشرية.