تواصل بعض المؤسسات ضرب المثل الأعلى والقدوة في انتهاج استراتيجيات المسئولية الاجتماعية والأخلاقية نحو فئات ووحدات المجتمع، فقد نجحت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا في تدشين مبادرة متعددة الأوجه التنموية بعنوان “الرياضة وذوي الهمم” بقصد تفعيل الدور التوعوي للجامعة نحو تسليط الضوء على قضايا وشئون ذوي الهمم، وتقديم كافة سبل الدعم المادي والمعنوي لهم.
والمبادرة التي تنبثق رؤاها من عدسة الإلهام المشترك لأربع كليات بالجامعة هي: (العلوم الصيدلية والتصنيع الدوائي، الطب البشري، العلاج الطبيعي، التربية الخاصة) ستشهد تقديم توصيات عملية لكل من وزارة التضامن والشئون الاجتماعية، ولمنظمات المجتمع المدني، والمجلس القومي لشئون الإعاقة؛ لبحث آليات التخطيط الاستراتيجي بين الجهات المعنية؛ وتخطيط مبادرات التمكين النفسي والدعم الاجتماعي لذوي الهمم؛ بما يكفل انخراطهم في نسيج المجتمع.
كما تدق المبادرة أجراس الإنذار نحو ضرورة اهتمام الشركات والمؤسسات الإنتاجية والخدمية بقضايا وشئون ذوي الهمم؛ ومراعاة توفير المرافق والبنى التحية اللازمة؛ لضمان الاستفادة من طاقاتهم الإنتاجية، وتعزيز مؤشرات الاستثمار في رءوس أموالهم البشرية والفكرية؛ كشريك رئيس في استراتيجيات التنمية القومية المستدامة، تلك الاستراتيجيات المتسقة مع وثيقة مصر للتنمية المستدامة (2030م).
ومن ثم كان لزامًا علينا أن نرفع قبعات الإشادة لهذه الجامعة الخاصة؛ كأحد أجهزة التنشئة الاجتماعية المنوط بها غرس المعاني الإيجابية والمبادئ القويمة في نفوس الشباب، كما ينبغى علينا حث ودعوة سائر مؤسسات المجتمع الحكومية والخاصة ومنظمات المجتمع المدنى إلى اتخاذ هذه المنظمومة نموذجًا ومثلًا أعلى فى التنمية المجتمعية الأصيلة.
والأهم من ذلك الوعى الأمثل بالدور المجتمعى والمسئولية الأخلاقية الواجب انتهاجها من سائر وحدات المجتمع أفرادًا ومؤسسات.
فيا مسئولي إدارات العلاقات العامة وقطاعات المسئولية الاجتماعية للشركات؛ هل تأملتم القيم الأخلاقية الكامنة في هذه المبادرة الإنسانية الراقية؟.
ولماذا يغيب الضوء الإعلامي الحكومي والخاص عن مثل هذه المبادرات الوطنية ذات الأبعاد التنموية الراسخة؟.
وهل يحرص التليفزيون الحكومي أو القنوات الخاصة – من منطلق مسئوليتهم المجتمعية- على إعداد برامج متخصصة في مناقشة شئونهم؟ أو تسلط البرامج الرياضية لضوء على إنجازاتهم في دورات الألعاب البارالمبية؟! والتي يعجز الأصحاء عن تحقيقها.
وهل خصصت لهم وزارة الشباب والرياضة مراكز شباب وأندية مزودة بالإمكانات المادية والموارد البشرية اللازمة لهم؟.
وإلى غير ذلك من الأسئلة التي لن تجد جوابًا؛ طالما غاب التكامل الاستراتيجي بين الوعي المجتمعي المسئول عنه الإعلام بشتي صوره ووسائله، وبين منظمات المجتمع المدني من جانب آخر.